تواجه الحكومة اليابانية جدلاً واسعاً مع مراجعة سياستها في مجال الطاقة لزيادة الاعتماد على الطاقة النووية. أعلنت اليابان مؤخرًا عن خطة طاقة جديدة تهدف إلى رفع نسبة الطاقة النووية إلى 20٪ من إجمالي توليد الكهرباء بحلول عام 2040. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إجراء لمواكبة الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات وتحقيق الحياد الكربوني، لكنها أثارت جدلاً حول سلامة الطاقة النووية وجدواها الاقتصادية.

في الخطة الأساسية الجديدة للطاقة، تمت إزالة الالتزام السابق بـ “تقليل الاعتماد على الطاقة النووية”. يشير هذا التغيير في السياسة إلى أن الحكومة اليابانية تتجه بعيدًا عن موقفها السابق المتمثل في التخلص التدريجي من الطاقة النووية، وتسعى الآن إلى تعزيز تشغيل المفاعلات النووية.
كما ترتبط هذه الخطوة بزيادة الطلب على الطاقة بسبب التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ترى الحكومة اليابانية أن الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات سيكونان مستهلكين رئيسيين للطاقة في المستقبل، وتبحث في توسيع استخدام الطاقة النووية كإجراء مضاد. ومع ذلك، يرى النقاد أن تعزيز الطاقة النووية لضمان استقرار الطاقة يتناقض مع التوجه السياسي بعد كارثة فوكوشيما التي هدفت إلى تقليل الاعتماد على الطاقة النووية.
على وجه الخصوص، أدى هذا التعديل في السياسة إلى تفاقم الجدل حول سلامة الطاقة النووية. فمنذ كارثة فوكوشيما، تعمل اليابان على الحد من المخاطر النووية، ومع ذلك، فإن الدفع الجديد من قبل الحكومة لتوسيع الطاقة النووية أثار مخاوف جدية بين الجماعات المدنية والخبراء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعرض اليابان للكوارث الطبيعية مثل الزلازل وأمواج تسونامي يزيد من هذه المخاوف. فقد تسببت كارثة فوكوشيما نفسها في زلزال هائل وأمواج تسونامي، مما يثير الشكوك حول مدى استعداد المنشآت النووية في اليابان لمواجهة الزلازل. ومع تقدم الحكومة في خططها لتوسيع الطاقة النووية، سيكون مدى استعدادها للكوارث الطبيعية قضية رئيسية.

في حين أن إعادة تقييم الطاقة النووية كوسيلة لتحقيق الحياد الكربوني أمر مفهوم، يرى البعض أن اليابان يجب أن تعطي الأولوية لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من ذلك. فعلى الرغم من أن الطاقة النووية تعمل كمصدر أساسي للطاقة، إلا أن التكاليف المرتفعة لإنشاء مفاعلات جديدة وصيانة المفاعلات الحالية تشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا. علاوة على ذلك، لا يزال التخلص من النفايات النووية يمثل تحديًا غير محلول.
وبذلك، تمثل سياسة اليابان الجديدة في مجال الطاقة النووية محاولة لتحقيق التوازن بين أمن الطاقة وحماية البيئة والجدوى الاقتصادية. ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان توسيع الطاقة النووية هو الحل الأمثل على المدى الطويل. وهناك اهتمام متزايد بكيفية تنفيذ خطط اليابان لتوسيع الطاقة النووية وكيف ستتطور المناقشات الاجتماعية المصاحبة لهذا التوجه.