مفاوضات وقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية: هل ستكون “صفقة كبرى” بين الولايات المتحدة وروسيا؟

في الآونة الأخيرة، تم طرح احتمال إجراء محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا، مما جذب اهتمامًا كبيرًا من المجتمع الدولي. تتزايد التوقعات والمخاوف بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا في آنٍ واحد. على وجه الخصوص، هناك تكهنات بأن البلدين قد يناقشان ليس فقط وقف إطلاق النار البسيط، ولكن أيضًا التعاون الاقتصادي وتطبيع العلاقات، مما يثير احتمال حدوث “صفقة كبرى” تتجاوز مجرد مفاوضات الحرب.

ومع ذلك، فإن الجدل الرئيسي يدور حول احتمال استبعاد أوكرانيا، وهي الطرف الأكثر انخراطًا في هذه الحرب، من هذه المفاوضات. أعرب الرئيس زيلينسكي عن استيائه الشديد، قائلاً: “لا يمكننا قبول أي اتفاق يستثنينا.”

(الصورة = بيكساباي)

هل سيُعقد القمة بين الولايات المتحدة وروسيا؟ احتمال تسارع مفاوضات وقف إطلاق النار

صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تُعقد خلال شهر فبراير. وعلى الرغم من عدم تأكيد أي جدول زمني محدد، فإن التطورات الحالية تشير إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تتحركان نحو اتفاق لإنهاء الحرب الأوكرانية مبكرًا. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن تفاصيل هذه المفاوضات.

يشير احتمال أن تشمل المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا ليس فقط وقف إطلاق النار، بل أيضًا “التعاون الاقتصادي”، إلى أن المصالح الاقتصادية ستكون عاملاً حاسمًا. وقد ذكر مسؤول في الحكومة الأمريكية أن “المنافع الاقتصادية ستلعب دورًا مهمًا”، مما يشير إلى تغييرات محتملة في النظام الدولي بعد الحرب.

لماذا تسعى الولايات المتحدة إلى إنهاء الحرب بسرعة؟ التحليل الأكثر ترجيحًا هو أن الرئيس ترامب، الذي يواجه إعادة انتخابه، يريد إنهاء الحرب الطويلة وتقديمها كإنجاز دبلوماسي.

“غضب زيلينسكي المُستبعد”: هل يمكن أن تستمر المفاوضات دون أوكرانيا؟

حتى الآن، تم استبعاد أوكرانيا رسميًا من هذه المفاوضات. وقد عارض الرئيس زيلينسكي ذلك بشدة، قائلاً: “لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات بدوننا.” من منظور أوكرانيا، قد تشعر بأن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا تجري دون مراعاة مصالحها بالكامل.

ومع ذلك، بالنظر إلى الظروف الدولية، فإن موقف أوكرانيا يصبح أكثر ضعفًا بشكل متزايد. فمع استمرار الحرب، بدأت المساعدات العسكرية والاقتصادية من الدول الغربية تضعف تدريجيًا، كما تزايدت حالة الإرهاق الداخلي. على وجه الخصوص، أصبحت الولايات المتحدة أقل رغبة في التدخل، نظرًا للأعباء المالية الهائلة التي تكبدتها لدعم أوكرانيا.

(الصورة = بيكساباي)

“الصفقة الكبرى” الأمريكية: هل يمكن أن تنهي الحرب؟

إذا نجحت المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا، فقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “نحن نبحث عن حلول واقعية.” وهذا يزيد من احتمال إنهاء الحرب بسرعة. ومع ذلك، تبقى الشكوك حول ما إذا كان سيتم ضمان سيادة أوكرانيا بشكل كافٍ في هذه العملية. لا تنوي روسيا الانسحاب من الأراضي التي احتلتها، بينما قد تفضل الولايات المتحدة حل القضية من خلال تسويات اقتصادية. لذلك، قد لا تهدف هذه المفاوضات إلى مجرد “إنهاء الحرب”، بل قد تتضمن أيضًا تلبية بعض مطالب روسيا.

قد يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار الذي يستبعد أوكرانيا في النهاية إلى إشعال صراع دولي آخر. فإذا رفضت حكومة زيلينسكي قبوله، فقد لا يكون للاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا أي فعالية عملية. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت المفاوضات منحازة بشكل مفرط لصالح روسيا، فقد تزداد الأصوات المعارضة داخل الولايات المتحدة.

ومع تحرك الرئيس ترامب لمعالجة هذه القضية بما يتماشى مع استراتيجيته الانتخابية، سيتم تحديد مسار المفاوضات.

في النهاية، قد تتجاوز مفاوضات وقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية مجرد إنهاء الحرب، لتكون عملية لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي والدبلوماسي الجديد بين الولايات المتحدة وروسيا. ومع ذلك، ومع استبعاد أوكرانيا من طاولة المفاوضات، فإن استدامة هذا الاتفاق لا تزال موضع شك. هل ستكون هذه المفاوضات بداية للسلام، أم أنها ستصبح مصدرًا آخر للصراع؟ العالم يراقب بحذر.




لا توجد مقالات.
error: Content is protected !!