تصاعد الجرائم باستخدام البريد التقليدي ورموز QR

تزايدت عمليات الاحتيال عبر البريد في ألمانيا والنمسا، حيث يستغل المحتالون البريد التقليدي ويدمجون التقنيات الرقمية لسرقة المعلومات الشخصية للمستلمين.

(الصورة = Eddy & Vortex)

في ألمانيا، تم اكتشاف رسائل بريدية مزيفة تنتحل صفة البنوك أو المؤسسات العامة، وغالبًا ما تحتوي على رموز QR. عند قيام المستلم بمسح هذا الرمز دون شك، يتم توجيهه إلى موقع إلكتروني مزيف يبدو مطابقًا تقريبًا للموقع الرسمي للمؤسسة. هذا الموقع يخدع المستخدمين لإدخال معلوماتهم المالية، والتي تُرسل مباشرة إلى المحتالين، مما يؤدي إلى اختراق الحسابات وخسائر مالية. تزداد هذه الأساليب تطورًا، ولم تعد تقتصر على الفواتير المزيفة فقط، بل تشمل أيضًا إخطارات ضريبية مزيفة تبدو وكأنها صادرة عن جهات حكومية.

وظهرت حالات مشابهة في النمسا، حيث يقوم المحتالون بتوزيع إخطارات صفراء تبدو كإشعارات فشل تسليم البريد، وتحتوي أيضًا على رموز QR. عند مسح هذا الرمز، يتم توجيه المستلم إلى موقع إلكتروني مزيف يشبه صفحة تتبع الشحنات الرسمية، ويُطلب منه إدخال معلوماته الشخصية. إذا أدخل المستلم عنوانه أو تفاصيل بطاقته الائتمانية، يتم إرسالها فورًا إلى المحتالين، مما يجعله عرضة لهجمات تصيد إضافية أو عمليات احتيال مالية مباشرة.

تنتشر هذه الجرائم في مختلف أنحاء العالم. في الولايات المتحدة، تم اكتشاف رسائل بريدية احتيالية تنتحل صفة خدمة البريد الأمريكية (USPS). تحتوي هذه الرسائل على إشعار يطلب “التحقق من الهوية بسبب مشكلة في التسليم”، مع رابط لموقع إلكتروني مزيف. عند زيارة الرابط، يتم خداع المستلم لإدخال معلوماته الشخصية. تم تصميم بعض هذه الرسائل بشكل متقن لدرجة أنها تقنع المستلم بأن طرده لم يصل.

وفي أستراليا، قام المحتالون بانتحال صفة الشرطة عبر إرسال إخطارات غرامات مزيفة تهدد باتخاذ إجراءات قانونية إذا لم يتم دفع الغرامة فورًا. يتم توجيه المستخدمين إلى موقع مزيف يُطلب منهم فيه إدخال معلومات بطاقاتهم الائتمانية أو إجراء تحويلات مالية مباشرة.

(الصورة = Eddy & Vortex)

أما في اليابان، فقد تم اكتشاف رسائل بريدية تنتحل صفة المؤسسات المالية، تحتوي على رمز QR يطلب من المستخدم تغيير كلمة المرور. عند مسحه، يتم توجيه المستخدم إلى صفحة تسجيل دخول مزيفة تشبه الموقع الرسمي للبنك، مما يؤدي إلى سرقة بيانات الحساب من قبل المحتالين.

نظرًا لأن البريد التقليدي يُعتبر وسيلة موثوقة، فقد كان أكثر مصداقية من البريد الإلكتروني. ولكن مع انتشار عمليات الاحتيال التي تجمع بين البريد التقليدي والتكنولوجيا الرقمية، أصبح من الضروري زيادة الوعي الأمني.

يجب على المستلمين دائمًا التحقق من هوية المرسل، ومراجعة أي رموز QR أو روابط مواقع ويب مرفقة بالبريد غير المتوقع بحذر. ويجب توخي الحذر بشكل خاص عند استلام مستندات تبدو وكأنها من مؤسسات مالية أو حكومية، ومن الأفضل التحقق من صحتها مباشرة من خلال الموقع الرسمي للمؤسسة أو خدمة العملاء. في حال تلقي بريد مشبوه، يُفضل التواصل مع الجهة المعنية أو إبلاغ السلطات المحلية فورًا. وفي حالة التعرض للاحتيال، فإن اتخاذ إجراءات سريعة أمر ضروري لمنع المزيد من الأضرار.

كما يجب على المؤسسات التي تستخدم رموز QR في الفواتير إعادة النظر في وسائل الدفع البديلة. حيث تتضمن العديد من فواتير الخدمات مثل الغاز والكهرباء ورسوم الشقق رموز QR. ويمكن أن تساعد التدابير الاستباقية من قبل الشركات والمؤسسات في الحد من مخاطر الاحتيال.

ومع تطور التكنولوجيا الرقمية، تستمر أساليب الاحتيال في التغير، مما يستدعي الحاجة إلى اليقظة المستمرة واتخاذ تدابير وقائية سريعة لمكافحة هذه التهديدات.




لا توجد مقالات.
error: Content is protected !!