مع تولي دونالد ترامب منصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة في 20 يناير 2025، يتزايد الاهتمام بتأثير سياساته على سوق الأسهم الكورية. ومن المتوقع أن يتأثر السوق المحلي بطرق مختلفة وسط هذه التغيرات.

أولًا، يثير قطاع الصناعة الدفاعية الانتباه، حيث أكد الرئيس ترامب في خطاب تنصيبه على تعزيز أمن الحدود وأعلن حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية مع نشر القوات. من المرجح أن تؤدي هذه السياسة الدفاعية إلى زيادة الاستثمارات في الصناعة الدفاعية الأمريكية، مما قد يكون له تأثير إيجابي على الشركات الدفاعية الكورية من خلال توسيع صادراتها.
كما أن العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تمثل متغيرًا حاسمًا. فقد أعاد الرئيس ترامب التأكيد على سياسة “أمريكا أولًا”، موضحًا أن مصالح الولايات المتحدة ستحتل الأولوية القصوى. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تظهر تحديات جديدة في التحالف الأمريكي-الكوري، بما في ذلك زيادة الضغوط على كوريا الجنوبية في مفاوضات تقاسم تكاليف الدفاع. قد يؤدي ذلك إلى زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي وسوق الأسهم داخل البلاد.
أما فيما يتعلق بسياسات التجارة، فلم يصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا بشأن فرض الرسوم الجمركية في يومه الأول في المنصب. وهذا يعني أن الشركات المصدرة الكورية لم تواجه عوائق تجارية فورية، مما قد يكون له تأثير إيجابي على سوق الأسهم المحلي على المدى القصير. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال تعزيز السياسات الحمائية في المستقبل، مما يتطلب مراقبة مستمرة.
من منظور السياسة الاقتصادية، تم تحديد السيطرة على التضخم كأولوية قصوى. كما شدد الرئيس ترامب على دعم إنتاج الطاقة، وأعرب عن نيته الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ في إطار سعيه للهيمنة على قطاع الطاقة. ونتيجة لذلك، قد تستفيد الصناعات المرتبطة بالطاقة التقليدية، بينما قد تواجه قطاعات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة تحديات بسبب التأخير في تخفيف اللوائح.

كما أن سوق العملات الرقمية يعد مجالًا آخر مثيرًا للاهتمام. ففي حين أطلق الرئيس ترامب شخصيًا رمزًا رقميًا، مما يشير إلى اهتمامه بهذا القطاع، إلا أن إدارته لم تقدم بعد اتجاهًا تنظيميًا واضحًا. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يشهد سوق العملات الرقمية تقلبات كبيرة، لذا يجب على المستثمرين التعامل بحذر.
هناك أيضًا عدة عوامل تؤثر على الاقتصاد المحلي بشكل عام. فبعد تصريحات الرئيس ترامب حول السيطرة على التضخم، انخفض سعر صرف الوون الكوري مقابل الدولار الأمريكي إلى 1,430 وون لكل دولار، مما زاد من تقلبات سعر الصرف. وقد يؤثر ذلك على القدرة التنافسية السعرية للشركات المصدرة الكورية، كما قد يشكل عامل عدم استقرار في سوق الأسهم المحلي، مما يتطلب متابعة دقيقة لاتجاهات أسعار الصرف.
بشكل عام، من المتوقع أن تؤدي إعادة انتخاب الرئيس ترامب إلى إدخال متغيرات جديدة على الاقتصاد العالمي وسوق الأسهم الكورية. ومن المتوقع حدوث تغييرات كبيرة في قطاعات الدفاع والسياسات التجارية والطاقة وسوق العملات الرقمية، مما سيقدم للمستثمرين فرصًا جديدة إلى جانب تحديات مختلفة. ونظرًا لأن إعادة تعريف العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى التحولات في سياسات التجارة وسعر الصرف، يمكن أن يكون لها تأثيرات مباشرة على الاقتصاد الكوري، فمن الضروري تحليل الإعلانات السياسية المبكرة لإدارة ترامب عن كثب.
في حين أنه من غير المؤكد كيف ستؤثر عودة الرئيس ترامب على سوق الأسهم الكوري، إلا أن من الواضح أن توجهاته السياسية ستحدث تغييرات في الأسواق العالمية. وبالتالي، ينبغي على المستثمرين المحليين تبني نهج حذر واستراتيجي للتكيف مع البيئة الاقتصادية المتغيرة.