في كوريا، توجد عبارة “كانغ ضد كانغ” تعكس طبيعة نظرية “لعبة الدجاجة”. تصف هذه العبارة وضعًا لا يتنازل فيه أي طرف حتى يُجبر أحدهما على التراجع، حيث يبذل كل طرف كل قوته في المواجهة.
تتنافس شركات الأمن على إصدار منتجات أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتتمثل السمة المشتركة في معظم هذه المنتجات في استخدام الذكاء الاصطناعي في وظائف الكشف. يعد هذا المجال بلا شك فعالًا للغاية وضروريًا للتطوير، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل كامتداد غير محدود للبصر البشري من حيث الكمية.
اليوم، يقف الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع البشر، وأحيانًا يحل محلهم في مكافحة الهجمات السيبرانية. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم أيضًا في تنفيذ الهجمات. تجاوزت الهجمات السيبرانية التقليدية والعشوائية والمبرمجة، لتصبح الآن أكثر ذكاءً وتدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تواجه هذه الهجمات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي غالبًا دفاعات الذكاء الاصطناعي عند طبقات الشبكة أو الأجهزة الطرفية، مما يؤدي إلى معركة “ذكاء اصطناعي ضد ذكاء اصطناعي”. يمكن وصف هذا المشهد بأنه “كانغ ضد كانغ” في عصر الذكاء الاصطناعي.
عند التعمق أكثر في هذا الديناميكية، يمكن تشبيه المهاجمين بالذكاء الاصطناعي بأسماك الضاري ذات البصر الضعيف، حيث تنفذ هجمات تلقائية وسريعة بمجرد تحديد الهدف، تمامًا مثل أسماك الضاري التي تهاجم أي شيء يعترض طريقها. على الجانب الآخر، يعمل المدافعون بالذكاء الاصطناعي كأنظمة قديمة تعتمد على قوائم سوداء. وعلى الرغم من وصفها بـ”الذكاء”، إلا أن هذه الأنظمة تفتقر إلى قدرات التفكير الحقيقية، حيث تتعرف فقط على الأنواع المحددة مسبقًا من البرمجيات الضارة.
ادعاءات الشركات الأمنية بشأن التعرف على السلوك غير المعتاد أو منع الوصول تبدو واعدة، ولكن الحقيقة واضحة: حتى هذه الميزات تعتمد على تركيبات حالات محددة مسبقًا. هذه المحدودية في الحساب تضع سقفًا لما يمكن أن تحققه تلك الأنظمة.
لذا، في عصر “الأمن بالذكاء الاصطناعي كانغ ضد كانغ”، النتيجة واضحة: نحن بحاجة إلى نهج يعتمد على القوائم البيضاء بدلاً من القوائم السوداء. يتم حظر كل شيء، مع السماح فقط بالحد الأدنى الضروري الذي يمكن إدارته.
أبرز ظهور الذكاء الاصطناعي وزيادة التركيز على نموذج “الثقة الصفرية” الحاجة إلى التحول نحو أنظمة أمان تعتمد على القوائم البيضاء. هذه الحقيقة تتماشى بشكل كبير مع الاتجاهات الأوسع التي تشكل مستقبل الأمن.
